الحدقة البيضاء
Leukocorm
في حالة العين السليمة تكون حدقة العين ( البؤبؤ) سوداء، أما في الحالات التي يوجد فيها غشاء غير طبيعي في القرنية أو العدسة أو السائل الزجاجي أو الشبكية، تكتسب الحدقة . اللون الأبيض بسبب انعكاس الضوء على الغشاء غير الطبيعي، وتكون الحدقة بيضاء اللون وهذا ما يعرف بالحدقة البيضاء.
وظهور الحدقة البيضاء دليل على إصابة العين بأحد الأمراض التي لا تسمح للضوء الطبيعي من الدخول إلى العين وتكوين صورة واضحة على الشبكية، ليتم ترجمتها إلى صورة طبيعية. وتعتبر الحدقة البيضاء علامة لضعف النظر الشديد في العين المصابة، خصوصا لدى الأطفال الأقل من سن الرابعة لعدم قدرتهم على الشكوى من ضعف النظر، لذلك يجب على الوالدين ملاحظة الحدقة البيضاء وسرعة استشارة طبيب العيون للقيام بالتشخيص المبكر والعلاج في الوقت الملائم لمسببات الحدقة البيضاء التي قد تكون خطيرة على صحة الطفل.
مسببات الحدقة البيضاء
(1) السادة (الماء الأبيض) Cataract:
العدسة الداخلية في العين مكونة من سائل هلامي شفاف يعمل على تركيز الضوء الداخل إلى العين لتقع انعكاسات الأجسام على الشبكية لتتكون صورة واضحة يمكن للدماغ تحليلها وفي حالات الساد تتكون عتامة في العدسة الشفافة وبالتالي يمنع الضوء من المرور خلال العدسة لوجود الحدقة البيضاء. وقد يتكون الساد في الكبر مع التقدم في العمر أو الإصابة بداء السكري أو من بعض الأدوية التي تستخدم في علاج بعض الأمراض، أو نتيجة ضربة شديدة على العين.
كما يمكن أن يتكون الساد في الطفولة أو خلال فترة الحمل ويعتبر هذا النوع الخلفي من الساد من أكثر المسببات المؤدية إلى حدوث الرأرأة (اهتزاز العين) إذا لم يتم علاجه بصورة مبكرة تسمح للصور المرئية أن تصل إلى الشبكية بشكل واضح في وقت مبكر من العمر.
صورة
كما أن تأخير علاج الساد لدى الأطفال حديثي الولادة يؤدي إلى الكسل الوظيفي في العين، وبالتالي عدم تحسن الرؤية حتى لوتم علاجه في وقت لاحق، وذلك لحاجة الدماغ في الشهور الثلاثة الأولى من عمر الطفل لتكوين صورة واضحة على الشبكية ليتم نمو خلايا مركز الإبصار في الدماغ ومنع حدوث ضعف شديد في الإبصار، ويكون علاج الساد بإزالة العدسة المعتمة والتعويض عنها إما بعدسة تزرع داخليا أو بعدسة لاصقة خارجية أو نظارة مكبرة في حالات إستثنائية إذا تعذر أحد الاختيارات السابقة. ويتم تحديد نوعية العملية الجراحية من قبل الجراح المختص بحسب الحالة. وفي حالات إزالة الساد لدى الأطفال وتعويضهم بنظارة أو عدسة لاصقة يجب الاهتمام بإستخدامها دائما المنتظم لكي تتكون صورة واضحة على الشبكية وبالتالي نمو خلايا مركز الرؤية لدى الطفل بصورة جيدة تمنع حدوث الكسل الوظيفي والرأرأة.
وتعتبر عملية إزالة الساد من أكثر عمليات العيون التي تجرى في جميع أنحاء العالم، ويجب الأخذ في الاعتبار أنه بإزالة العدسة المعتمة من العين يحتاج الشخص سواء كان طفلا أو بالغاء إلى عدسة بديلة لتوضيح الرؤية مدى الحياة إما كعدسة مزروعة داخل العين أو عدسية لاصقة أو نظارة طبية.
(۲) ورم الجدعيات الشبكية Retinoblastoma:
يصيب سرطان الشبكية طفلا من كل (۲۰،۰۰۰) وليد في المملكة، ويعتبر من الأورام الخبيثة ، ولكن إذا تم اكتشافه مبكرا وعلاجه فتكون نسبة التحسن والشفاء منه حوالي 90٪ من الحالات المعالجة مبكرا .
يبدأ ظهور ورم في السنوات الأولى من العمر وقد يصيب عينا واحدة أو العينين معا وتكون أولى علاقاته حول فجائي في العين أو الإصابة بالحدقة البيضاء أو صعوبة في الرؤية لدى الطفل في الحالات المتقدمة.
صورة
ورم سرطاني في الشبكية
ونسبة الإصابة بسرطان الشبكية في عين واحدة 60٪ من جميع الحالات المشخصة، وفي العينين بنسبة 40% من الحالات، وهذا النوع يتم تشخيصه لدى الأطفال ذوي الأعمار الأقل من السنة، وتلعب الوراثة دورا في الإصابة بالسرطان في العينين لدى الطفل. كما يكون الطفل عرضة للإصابة بأنواع أخرى من الأورام في بعض الأجزاء الأخرى من الجسم. والنوع الوراثي من سرطان الشبكية لدى الأطفال يلاحظ بنسبة 6% من جميع الحالات المشخصة، وبالتالي فإن معظم الحالات لا يوجد معها أني تاريخ وراثي للإصابة بهذا النوع من السرطان في العائلة.
وفي الحالات التي تم تشخيص السرطان في الشبكية في أكثر من شخص واحد في العائلة، ترتفع نسبة الإصابة بالسرطان في الأطفال الآخرين إلى 50٪ التشخيص المبكر للسرطان هو أحد أهم العوامل المؤثرة على النتيجة النهائية للمرض والشفاء التام منه بإذن الله، في حالة ملاحظة الوالدين أي تغيرات جديدة على عين الطفل، مثل الحول الفجائي أو الحدقة البيضاء، يجب أن يتم فحص الطفل من قبل طبيب العيون للتأكد من عدم وجود سرطان الشبكية، وللبدء في العلاج مبكرا في حالة تشخيص المرض. وتختلف طرق التشخيص من فحص قاع العين إلى الأشعة الصوتية إلى الأشعة المقطعية للتأكد من التشخيص الصحيح ومدى انتشار المرض.
في الحالة المؤكدة من سرطان الشبكية تكون خطة العلاج طبقا النوع السرطان، ومدى انتشار المرض في الأعضاء الأخرى من الجسم ويتم إجراء مسح نووي. للجسم للتأكد من عدم انتشار السرطان واختيار خطة العلاج المناسبة.
خطط العلاج:
3- اعتلال الشبكية لدى الأطفال الخدج (Retinopathy of Prematrity)
الطفل الخديج يعرف بأنه الطفل المولود في عمر حمل أقل من ۳۹ أسبوع حمل، و وزن أقل من ۲۰۰۰ غرام، والطفل الخديج يولد قبل اكتمال تكون الأوعية الدموية المغذية للشبكية، حيث يكتمل تكون الأوعية الدموية المغذية للشبكية عند الجنين في عمر ۳۸ أسبوعا من الحمل.
صورة
صورة توضح عدم اكتمال تكون الأوعية الدموية المغذية للشبكية
والاعتلال هو تكون أوعية دموية غير طبيعية بالشبكية لدى الطفل الخديج وخصوصا الخدج ذوي أعمار الولادة أقل من 34 أسبوعا من الحمل أو وزن الولادة أقل من ۱۰۰۰ غم أو تعرضوا لمضاعفات بعد الولادة و تلقوا مدة طويلة من العلاج بالأوكسجين بعد الولاده وتلك الأوعية الدموية تؤدي إلى تكون تليفات على سطح الشبكية تنكمش إذا لم يتم علاجها مبكرا خلال أيام و تؤدي إلى انفصال كامل للشبكية والذي يصعب علاجه جراحيا.
وتكون الحدقة البيضاء لدى الطفل الخديج هونتيجة الانفصال التام للشبكية والنزيف الشديد في السائل الزجاجي داخل العين.
صورة
حدقة بيضاء بسبب إعتلال الشبكية لدى الأطفال الخدج
وينصح أطباء الأطفال و أطباء العيون، بالفحص الدوري المبكر للطفل الخديج الذي تنطبق عليه إحدى عوامل زيادة الخطر المذكورة سابقا في عمر 4 إلى 6 أسابيع بعد الولادة، ويستمر الفحص الدوري كل أسبوعين إلى 3 أسابيع حتى يصل الطفل إلى المرحلة الآمنة من العمر بحيث لا توجد مخاطر لتكون الاعتلال الشبكي.
وفي حالة اكتشاف الاعتلال يتم علاجه مبكرة بواسطة الليزر: (العلاج الضوئي) وذلك بكي المنطقة المسببة لتكون التليفات وبالتالى تقليل احتمالات الإعاقة البصرية لدى الطفل الخديج.
4- أمراض أخرى شمال أقل ظهورًا