loader image

كل ما تريد معرفته عن المياه الزرقاء

  • Home
  • كل ما تريد معرفته عن المياه الزرقاء
كل ما تريد معرفته عن المياه الزرقاء

Glaucoma

ما هو الماء الأزرق؟

الماء الأزرق ( ارتفاع ضغط العين) هو مرض يصيب العين نتيجة ارتفاع الضغط بها فيحصل نتيجة ذلك تلف في أنسجة العصب البصري، يتبعه تدريجيا فقد أجزاء من المجال البصري للرؤية. وإذا لم يعالج المرض يحدث تلفا كليا في العصب البصري وبذلك تفقد العين قدرتها على الإبصار.

يعرف مرض ارتفاع ضغط العين Glaucoma عند عامة : الناس بالماء الأزرق، وأتت هذه التسمية من مفهوم کلمة الجلوكوما عند الإغريق والتي تعني شلالات زرقاء، لأن المريض أحيانا يشاهد هالات زرقاء حول مصدر الضوء فيعطي الانطباع: أن بداخل العينين مياه زرقاء كما أن لون العين المصابة بارتفاع شديد للضغط عند الولادة أي ماء أزرق خلقي أو وراثي تكون د ذات لون أزرق غامق. 

الأسباب التي تؤدي للإصابة بمرض الماء الأزرق:

يرجع سبب الإصابة بمرض الجلوكوما (ارتفاع ضغط العين إلى عدم التوازن بين كمية السائل الذي تفرزه العين وبين قدرة قنوات العين الخاصة بتصريف هذا السائل فينتج عن ذلك تجمع هذا السائل داخل العين والضغط على أنسجة العين الداخلية بما فيها العصب البصري، وهناك أسباب عديدة تؤدي إلى قلة تصريف العين للسوائل ، منها انسداد أو ضيق الفتحات الخاصة بالتصريف أو وجود التهابات داخل العين تؤدي إلى ضيق القنوات، كما أن بعض إصابات العين قد تؤدي إلى تلف في أنسجة تلك القنوات.

خطورة مرض الماء الأزرق:

يعتبر مرض الماء الأزرق ثالث الأسباب الرئيسية لفقدان البصر بالمملكة العربية السعودية وبالمنطقة، وتكمن خطورته في أنه يسبب فقدانا دائما للبصر إذا لم يتم اكتشافه ومعالجته مبكرا، فعندما يزيد الضغط في العين عن معدله الطبيعي – والذي يكون عادة أقل من ۲۱ مم زئبقي – تتأثر جميع أنسجة العين الداخلية بهذا الارتفاع في الضغط. فتتأثر عروق العضب البصري الدموية وبعض طبقات الشبكية كما يحصل تدريجيا تلف في أنسجة العصب البصري وللأسف فإن هذا التلف غير قابل للعلاج حتى ولو أمكن التحكم في معدل الضغط بعد ذلك وهنا تأتي أهمية التشخيص المبكر والأهتمام باستعمال العلاج باستمرار حتى لا يرتفع الضغط عن معدله الطبيعي ويبقى العصب البصري في حالة جيدة.

الأشخاص المعرضون للإصابة بمرض الماء الأزرق: 

مرض الماء الأزرق يصيب الكبار والصغار على السواء لكن هناك أناسا معرضون أكثر من غيرهم للإصابة به وعلى سبيل المثال:

  • أفراد الأسر التي بها تاريخ وراثي لمرضى الماء الأزرق حيث يمكن توارث هذا المرض فمثلا إذا كانت الأم مصابة بهذا المرض فإن احتمالات إصابة المولود به ترتفع حوالي 6 – 7 مرات عن الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ وراثي للمرض.
  • الأفراد الذين يعانون من بعض أمراض العيون الأخرى: مثل بعد النظر أو القرنية الصغيرة حيث تكون زاوية، العين الأمامية التي يتم من خلالها تصريف السائل ضيقة نوعا ما ومعرضة للأنسداد كما أن أي اضطرابات أخرى قد تحدث للعين كإلتهابات القزحية قد تؤدي إلى ارتفاع الضغط بها، خصوصا أولئك الذين يتجاوزون: الأربعين من عمرهم حيث ترتفع مخاطر الإصابة بهذا المرض عندهم بنسية خمس مرات عن غيرهم.

صورة ()

ضمور العصب البصري بسبب الماء الأزرق المزمن

  • أنواع مزض الماء الأزرق – الماء الأزرق المزمن: ويعتبر أكثر أنواع هذا المرض شيوعا، وهو ينتج عن ضيق في قنوات العين الداخلية بشكل تدريجي وعادة تبدأ الإصابة بهذا المرض بعد سن الأربعين فيشعر المريض بضيق في المجال البصري للرؤية أو قد يلاحظ عدم وضوح الرؤية في جزء من المجال البصري، وإذا استمر المرض بدون علاج فإن قدرة الإبصار تنحصر في منطقة دائرية صغيرة، ولا يصاحب هذا النوع من الماء الأزرق ألم بالعين لذلك فإن التشخيص المبكر يتم في كثير من الحالات عندما يقوم الشخص بزيارة طبيب العيون للفحص الدوري لعينيه.

الماء الأزرق الحاد :

وهو أقل شيوعا من الماء الأزرق المزمن وعادة يصيب الأشخاص الذين تكون زاوية العين الأمامية ضيقة وهذا النوع أكثر لدى المصابين ببعد النظر، ويتميز هذا المرض بارتفاع مفاجئ وحاد لضغط العين مما يؤدي إلى حدوث آلام شديدة بالعين غالبا ما تكون مصحوبة بصداع شديد وغثيان وإذا لم : يعالج هذا المرض بشكل عاجل فإنه قد يؤدي إلى فقدان البصر : في مدة قصيرة وهنا يجب أن نشير إلى ضرورة الاهتمام بالعين . الأخرى إذا أصيبت إحدى العينين فإن احتمالات إصابة العين الأخرى فيما بعد قد تكون كبيرة مالم تخضع العين لإجراء وقائي عن طريق الليزر.

الماء الأزرق الخلقي :

قد يولد الطفل مصابا بهذا المرض أو يصاب به و السنوات أو الشهور الأولى من عمره ويمكن توارثه عن أحد . الأبوين أو كليهما كما قد يحدث نتيجة إصابة الطفل بعدوى فيروسية عند إصابة الأم بهذا الفيروس في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. ونتيجة لكثرة التزاوج بين الأقارب في المملكة العربية السعودية فإن مرض (الماء الأزرق الخلقي) تكون نسبته أكثر من بعض البلاد الأخرى. عند إصابة الطفل بمرض الماء الأزرق الخلقي يلاحظ الأبوان كبر حجم سواد العين نتيجة لكبر حجم القرنية وهي الطبقة الشفافة التي تغطي سواد العين كما قد تفقد القرنية شفافيتها ولمعانها فيتغير السواد إلى اللون الأزرق الغامق أو الأبيض، مع وجود تدميع مستمر في العين المصابة ورهابة من الضوء ( انظر الصورة) ومن المهم جدا علاج الماء الأزرق الخلقي في أسرع وقت ممكن حتى يستطيع الطفل التركيز بعينيه ويمكن بذلك تجنب الإصابة بكسل العين.

صورة

الماء الأزرق الثانوي:

هناك أسباب كثيرة من الممكن أن تؤدي إلى إرتفاع ضغط العين منها:

  • التهابات القزحية المتكررة.
  • نضوج الساد (الماء الأبيض). 
  • المراحل المتقدمة لمرض اعتلال الشبكية السكري. 
  • الاستعمال الطويل المركبات الكورتيزون. 
  • انسداد الأوعية الدموية بالشبكية. 
  • أورام العين الداخلية.

تشخيص المرض:

يتم تشخيص مرض الماء الأزرق بقياس ضغط العين بواسطة جهاز خاص، ويستغرق هذا الفحص أقل من دقيقة، كما يتم فحص العصب البصري حتى يمكن تقييم التلف الذي سببه ارتفاع الضغط على أنسجة العصب وقد يلجأ الطبيب المعالج لإجراء بعض الفحوصات الأخرى مثل فحص المجال البصري.

العلاج:

هناك أنواع عديدة من الأدوية التي تخفف ضغط العين، وذلك إما بتقليل إفراز السائل أو بالمساعدة على سرعة تصريفه حتى ينخفض الضغط إلى المعدل الطبيعي كما أن العلاج بأشعة الليزر قد يفيد في بعض الحالات. وأحيانا قد لا تستطيع الأدوية – تخفيض ضغط العين فينضح طبيب العيون بإجراء عملية جراحية تساعد على تصريف سائل العين حتى ينخفض ضغط العين إلى المعدل الطبيعي. 

ومن المهم جدا معرفة أنه يجب الاستمرار في استخدام الأدوية الخافضة لضغط العين حيث يؤدي الإهمال في ذلك إلى ارتفاع الضغط مرة أخرى وحصول المزيد من التلف لأنسجة العصب البصري. والأدوية التي تساعد على خفض ضغط العين قد تكون على شكل قطرات للعين أو حبوب أو شراب يؤخذ بالفم، وقد يحصل في بعض الأحيان احمرار في العين أو عدم وضوح للرؤية نتيجة استعمال هذه القطرات كما أن بعض الحبوب التي تستعمل لخفض الضغط قد تنتج عنها بعض الآثار الجانبية مثل فقدان الشهية للأكل أو حدوث تنميل في أطراف الأصابع أما الجراحة فتعتبر هي الحل النهائي في معظم حالات الماء الأزرق الحاد والخلقي التي لا تستجيب للعلاج بالأدوية، وهناك احتمالات لحدوث بعض المضاعفات كما في معظم العمليات الجراحية. وسوف يوصي الطبيب بأنسب طرق العلاج لحالة كل مريض على حدة.

الوقاية:

للوقاية من مرض الماء الأزرق نستطيع أن نقدم النصائح التالية:

  1. استشارة طبيب العيون في حالة ظهور أحد الأعراض التالية:
  • فقدان الرؤية المحيطية.
  • عدم وضوح الرؤية. 
  • رؤية هالات ملونة حول الأضواء.
  • احمرار مصحوب بآلام في العين (في حالات الماء الأزرق الحاد). 
  •  كبر حجم القرنية أو تغير لونها عند الأطفال (حالات الماء الأزرق الخلقي).
  1. فحص العين سنويا لمن هم فوق سن الأربعين للكشف عن مرض الماء الأزرق أو الأمراض الأخرى التي قد تؤدي لإرتفاع ضغط العين.
  2. طلب الإستشارة الطبية قبل الزواج بين الأقارب وفي حالة وجود مصابين بإرتفاع ضغط العين الخلقي. مصابين بإرتفاع ضغط العين الخلقي.
  3. يجب فحص ضغط العين لجميع أفراد الأسرة التي بها تاريخ  وراثي على الأقل مرة واحدة في السنة. 
  4. عمل فتحات في طرف القزحية بالليزر للاشخاص الذين يعانون من ضيق في زاوية العين. وذلك للوقاية من حدوث ارتفاع الضغط الحاد.

نصائح لمرضى الماء الأزرق:

إذا كنت من أحد الأشخاص الذين أصيبوا بمرض الماء الأزرق فيجب عليك أن تتذكر النقاط التالية: 

  1. إن العلاج بالأدوية ليس علاجا مؤقتا بل يجب الاستمرار في استعمالها بصفة دائمة حيث يؤدي الانقطاع عنها إلى ارتفاع الضغط مرة أخرى ما لم يوصى الطبيب بغير ذلك.
  2. استعمال الأدوية بانتظام وحسب أوامر الطبيب وإذا وصف لك الطبيب أنواعا مختلفة من القطرات للعين فحاول أن يكون بين استعمال كل نوع وآخر عشر دقائق على الأقل.
  3. الهدف الأساسي من علاج ارتفاع ضغط العين هو المحافظة على مستوى ضغط العين وبالتالي المحافظة – على النظر وليس لتحسين مستوى النظر فلذلك ينبغي عدم إهمال العلاج حتى لو لم يؤد إلى تحسن في حدة البصر.
  4.  مراجعة الطبيب المعالج عند ملاحظة أي تغيرين القدرة على الرؤية أو ظهور أي آثار جانبية من جراء  تعاطي العلاج وتجنب ترك أي علاج بدون استشارة الطبيب.